الدراسة الاقتصادية والبيئية لتحويل المرکبات للعمل بوقود الهيدروجين

1-   احتراق جرام من الهيدروجين يولد طاقة اکبر من المتولدة من نفس کمية الوقود التقليدي للاستخدام في خلايا الوقود کمصدر للحصول على الطاقة الکهربائية.وأيضا محرکات الهيدروجين لها مزايا متعددة حيث أن تستهلک المحرکات الهيدروجينية تقريبا 2.9 لتر من الوقود لکل 100 کيلو متر ويبلغ المدى التشغيلي لهذه المحرکات حوالي 400 کيلو متر وتبلغ القوة القصوى للسيارة 115 حصانا. کما أن استخدام الهيدروجين في  دفع محرکات الاحتراق الداخلي سيخفض الانبعاثات من السيارات بنسبة تزيد عن 99 بالمائة.ولخلايا الوقود مزايا عن الخلايا التقليدية حيث أن وقودها يأتي من مصادر خارجية وبالتالي الطاقة لا تنفذ مثل البطارية التقليدية.
2-   عام 1960 کان استهلاک العالم من مصادر الطاقة ما يقرب من3.3 مليار طن نفطاً،  بينما وصل الاستهلاک في عام 1990 إلى ما يقرب من 8.8 مليار طن نفطاً. وبالطبع ازداد الاستهلاک العالمي للنفط ليصل في عام 2008 إلى ما يقرب من11.6  مليار طن نفطا ويقول خبراء الطاقة أن الطلب العالمي على الطاقة سيزداد حتى عام 2020  بمقدار 4.6 مليار طن نفطا على اقل تقدير أي سيصل الاستهلاک إلى حوالي 17 مليار طن نفطاً.  ومن المتوقع أن يرتفع  الطلب على الطاقة إلى ما يقرب 30% مع حلول العام2040. إذا ظلت الأنماط الحالية لاستهلاک الطاقة فإن الوکالة الدولية للطاقة تقدر أن تشهد انبعاثات غاز ثاني أکسيد الکربون بنسبة 130% بحلول عام 2050، وارتفاع بهذا الحجم في غاز ثاني أکسيد الکربون سيؤدي إلي ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 6 درجات مئوية مما يؤدي إلي حدوث تغير لا رجعة فيه في البيئة الطبيعية.
3-   بروتوکول کيوتو هو الاتّفاق الدّولي الوحيد في العالم ذو أهداف ملزمة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة (غازات الدفيئة الخضراء). هو الأداة الرئيسيّة لحکومات العالم لمعالجة تغيّر المناخ. يتطلب البروتوکول 5 ٪ تخفيض لانبعاثات البلدان المتقدمة عالميّا بالنّسبة إلى مستويات عام 1990 بحلول 2008-2012. لتحقيق هذا الهدف على نطاق عالمي، کل بلد ملزم بهدف ما - الاتّحاد الأوروبي بنسبة 8 ٪، واليابان بنسبة 6 ٪. وهذه الأهداف الفرديّة مستمدّة من الانبعاثات الغازيّة الدّفيئة. وبدأت فترة الالتزام الثانية في 2013 وتنتهي في عام 2020. يجب على الدول المتقدمة خفض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري بنسبة لا تقل عن 40% أقل من مستويات عام 1990 بحلول عام 2020 وما لا يقل عن 80% إلى 95% دون مستويات عام 1990 بحلول عام 2050، من أجل تحقيق أدنى مستوى من استقرار الغلاف الجوى طبقاً لتقييم الفريق الحکومي الدولي في التقرير التجميعي الرابع والذي يطالب بألا تزيد درجة حرارة الأرض عن 2 درجة مئوية وهو ما يتطلب تحقيق نسب الخفض السابقة.
4-   استفادت مصر من آليات بروتوکول کيوتو من خلال تنفيذ مشروعات آلية التنمية النظيفة حيث قامت فور التصديق على البروتوکول ودخوله حيث التنفيذ في عام 2005 بإنشاء اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة، والتي حققت نجاحات ملموسة في العديد من القطاعات حيث تمت الموافقة على عدد (36) مشروع في إطار الآلية تشمل قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعة، ومعالجة المخلفات، والتشجير، وتحسين کفاءة الطاقة، وتحويل الوقود للغاز الطبيعي، وذلک بتکلفة إجمالية حوالي 1.200 مليون دولار وتمثل هذه المشروعات جذبا للاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، والمساهمة في تنفيذ خطط التنمية المستدامة بالدولة إلى جانب الاستفادة من سياسات التخفيف حيث يتطلب من الحکومة المصرية وضع خريطة لمسار الانتقال القائم على انخفاض استهلاک الکربون، وإن يکن على معدل يعکس مواردها المحدودة ودوافعها في تحقيق النمو الاقتصادي المُستدام والحد من الفقر وأيضا سياسات التکيف حيث للحکومة دور فعال من خلال السياسات المختلفة لدعم الابتکار والأفکار الجديدة للمحاولة للتکييف مع هذه التغيرات.
5-   عند المقارنة  بين تکاليف أنواع المحرکات المختلفة نجد أن الهيدروجين کوقود مستقبلي اقل في التکلفة (أي وقود الخلية الهيدروجينية) من محرک البنزين على الرغم من ارتفاع تکلفة السيارة التي تعمل بالوقود الهيدروجيني مقارنةً بمحرک الاحتراق الداخلي. ويقدر الباحثون تکلفة الکيلوجرام الواحد من الهيدروجين وفقاً لحجم المخزون وطرق الإنتاج والتوزيع ما بين أربع وستة أضعاف تکلفة الجالون الواحد من البنزين ووقود الديزل (الکيلوجرام الواحد من الهيدروجين يحوي کمية من الطاقة تکافئ ثلاث جالونات من الوقود المعتمد على البنـزين) غير أنه نظراً لکفاءة مرکبة خلايا الوقود في حالتها المثلى قد تصل إلى ضعف کفاءة المرکبة ذات الاحتراق الداخلي على الأقل.