إحباط الأثر الضريبي السلبي لممارسات المحاسبة الإبداعية دراسة الحالة المصرية

تتبع الباحث في هذا البحث الأثر الضريبي السلبي لممارسات المحاسبة الإبداعية في القوائم المالية للشرکات المساهمة المصرية، حيث تؤدى ممارسات المحاسبة الإبداعية إلى تآکل الأوعية الضريبية بسبب غياب أخلاقيات المهنة عند البعض الذي يرغب في تحقيق أهداف محددة سواء من أعضاء مجلس الإدارة أو من ملاک الشرکات أو من أصحاب المصالح، الأمر الذي يدفعهم أحيانا إلى معالجة البيانات المحاسبية للشرکة أو التلاعب بها عن طريق ابتداع طرق وأساليب محاسبية دقيقة مستغلين بعض السياسات المحاسبية أو الثغرات القانونية أو خفة يد المحاسبة أو ما يطلق عليه (المحاسبة الإبداعية) وذلک بغرض تحقيق الأهداف التي يصبون إليها، وحاول الباحث الإجابة على تساؤلات: " ما هي أشکال وممارسات المحاسبة الإبداعية في القوائم المالية للشرکات المساهمة المصرية والتي تؤدى إلى تآکل الأوعية الضريبية، کيف أحبط المشرع الضريبي المصري أثر هذه الممارسات السلبي على الوعاء الضريبي وتوصل الباحث إلى أن أکثر حالات ممارسات المحاسبة الإبداعية في تعاملات الأطراف المرتبطة، والأرباح الرأسمالية الناتجة عن حالات تغيير الشکل القانوني، هناک توجه عام لدى جهات تنظيم مهنة المحاسبة والمراجعة ومجلس معايير المحاسبة الدولية والإدارات الضريبية في معظم دول العالم نحو منع ممارسات المحاسبة الإبداعية واکتشافها في حالة حدوثها وإحباط أثارها الضريبية کحد أدنى إن لم نستطع تجريمها، هناک العديد من الاتجاهات والأساليب الحديثة للکشف والحد من ممارسات المحاسبة الإبداعية ومن أبرزها حوکمة الشرکات ولجان المراجعة، وعدم تغير السياسات المحاسبية وغيرها...
بالرغم من الآليات التي اتخذها المشرع الضريبي المصري للحد من ممارسات المحاسبة الإبداعية ذات الأثر الضريبي السلبي في القوائم المالية إلا أن قوانين الضرائب المصرية تتضمن ثغرات تدل المستثمرين على طرق ملتوية کثيرة تجنبهم دفع جزء من الضريبة أو التخلص منها تماماً، سواء باللجوء إلى مکاتب وهمية وفواتير مضروبة، أو من خلال التسجيل في دول خارجية أو القيد في البورصة والتخارج منها، مما يؤدى لخسارة الخزانة العامة وفق آخر دراسة لصندوق النقد الدولي، نحو 350 مليار جنيه، تمثل أضعاف العجز في الموازنة (أشرف العربي،2016).
ويوصى الباحث بضرورة أن يولي أساتذة الجامعات بالمحاسبة أهمية لتعريف الطلاب بأساليب وممارسات المحاسبة الإبداعية ومخاطرها لتفاديها والوقوف على عواقبها والتي تؤدي إلى فقدان الموثوقية في المعلومات الصادرة عن أي شرکة أو مشروع نتيجة لاستخدام تلک الممارسات، مع ترکيز الجهات المسئولة عن مهنتي المحاسبة والتدقيق على إيجاد الآليات الکفيلة بتعزيز ورفع السلوک الأخلاقي لهذه المهنة وتجنب الممتهنين لها من الوقوع في ممارسات المحاسبة الإبداعية مع بيان العقوبات والمسئوليات نتيجة إتباع هذه الأساليب، مع الاستفادة من التجربة المصرية في إحباط الأثر الضريبي السلبي لممارسات المحاسبة الإبداعية.