مواجهة أزمة الغذاء العالمية من منظور إسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الکويت کلية الشريعة قسم أصول الفقه

المستخلص

 
1-   المشکلة الغذائية التي يعاني منها البشر، هي في الحقيقة من صنع الإنسان نسفه، وبما کسبت أيديه، والذي خلق المشکلة أدرى بحلها بزيادة الإنتاج وعدم الإسراف.
2-   ما نحن فيه من قلة البرکة ونقص الثمار وکثرة الآفات والأمراض، إنما هو نتيجة حتمية للبعد عن الله تعالى وضعف الإيمان وکثرة المعاصي، فعلاجها يتم بالتقرب إلى الله تعالى وبالأخذ بالأسباب.
3-   إن زيادة الدخل عند المسلم تزيد من استهلاکه، طالما أن مستواه الاستهلاکي لم يحقق الضروريات والحاجيات والکماليات، فإذا حقق هذا المستوى فلا يزيد الاستهلاک بزيادة الدخل، وذلک لأن التجاوز في المباحات إسراف، وفي المحرمات تبذير، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقبل أن يصل إنفاقه إلى الکماليات المباحة، عليه أن يتفقد حال إخوانه من المسلمين، فإن کان هناک من لم يسدد حاجاته الضرورية، فلا يجوز له أن ينفق على کمالياته.
4-   إن الحکيم هو الذي يضع الأشياء في محلها فلا يقدم غير المهم على المهم ولا المهم على الأهم، ولا المرجوح على الراجح ولا المفضول على الفاضل، بل يقدم ما حقه التقدم، ويؤخر ما حقه التأخير ويجعل لکل شيء موضعه بالقسطاط المستقيم.
5-   إن من أهم الأهداف في ترشيد الاستهلاک: الحفاظ على صحة الفرد لکونه أول لبنة للمجتمع السليم، وهو إن کان صحيحا يؤدي مهامه وفرائضه بکل کفاءة ومهارة، فلذا لا يقر الإسلام الرهبنة والتقشف المتزايد بل يوجب للفرد الغذاء المتکامل، لأن المؤمن القوي الصحيح أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وأيضا لا يسمح للفرد بأن يتناول الأشياء بمقدار يضر الجسم ويدمر الصحة، فلا إفراط ولا تفريط في استهلاک السلع والخدمات.
6-   من أجل توفير الحياة الطيبة لکل فرد من أفراد المجتمع يقوم المنهج الإسلامي بتخصيص القدر الکافي من الموارد المتاحة لإنتاج السلع الغذائية الضرورية أولا ثم السلع الحاجية ثم الکمالية فلا يسمح بإنتاج السلع الکمالية قبل توفير ضروريات الحياة الأساسية.
7-   إن التربية الإسلامية تکسب المسلم وعيا إنتاجيا واستهلاکيا، بيد أن هذا الوعي الذي توقده التربية الإسلامية، قد يضعف فيقع الفرد في الغفلة وعدم الإنتاج الکافي أو الإسراف أو التبذير، أي يسلک سلوکا غير رشيد في إنتاجه واستهلاکه، وهنا لا بد من علاج يتمثل أساسا في التذکير بالضوابط والموعظة الحسنة، والقيم الإسلامية الداعية إلى الرشد، ويقع عبء التذکير على عديد من الأجهزة التي من أهمها أجهزة الإعلام.
8-   إن انحراف السلوک الاستهلاکي بالجنوح إلى الإسراف يمثل خروجا عن النسق الإسلامي الصحيح، ومن ثم فمن حق ولي الأمر القائم على سياسة الدنيا بالدين، أن يتدخل لعلاج هذا الجنوح، ورده إلى الطريق المستقيم، بالدعوة والترشيد، والنصح والتبصير، وبالقدوة التي يقدمها لهم. إن موقف عمر رضي الله عنه من أحد الرجال عندما رآه يشتري اللحم يومين متتالين فأنکر عليه، وقال: أو کلما اشتهيتم اشتريتم؟ کان قياما منه بهذا الدور.
9-   إن الإنسان ينتج الأشياء والخدمات لينفقها في تسيير الحياة، والإسلام بحکمته العميقة يحدد مسار الإنفاق الاستهلاکي، لأن زيادة الإنتاج وحدها لا تضمن سعادة الحياة، إذا لم يحسن الإنفاق، من حيث إن الفرد يبدد ما يملک في أشياء تافهة لا تفيد الجسم ولا تخدم العقل، ولا ترفع الأقدار الأخلاقية، ولا تعطي الثمار المرجوة من الإنفاق، ومن بين النظام الاستهلاکي الإسلامي المعايير المختلفة للإنفاق منها: النفقات الواجبة أو المستحبة أو المحرمة.

نقاط رئيسية

المبحث الأول: مفهوم أزمة الغذاء العالمیة

المبحث الثانی: أسباب أزمة الغذاء العالمیة

المبحث الثالث: مواجهة الأزمة وعلاجها من المنظور الإسلامی

الكلمات الرئيسية